أخوتي وأخواتي الافاضل ،،،

قرأت في بعض المواضيع عن واجبات الزوجة تجاه زوجها ،،،
وعن حقوق الزوج ،، ونحو ذلك ،، فأقول :


كم من امرأة تبكي ،،،
وتشكو أمرها إلى الله عز وجل من ظلم الزوج لها ؟

عددهم كبير ربما وصل إلى الخمسين في المائة ،،،

و نسي هؤلاء قول الله عز وجل:

{قَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى الله وَالله يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ الله سَمِيعٌ بَصِير}

أخوتي طبعاً الكلام موجه الى الزوج الظالم ،،،


نعم ،،،

صور ظلم النساء كثيرة وكثيرة جداً,،،
وإني أريد أن اُذكِّرَ كلَّ زوج فينا ,،،
وخاصة من كان في مرحلة الشبابِ والقوَّةِ والفتوَّةِ ,،،
حيث تدفعه قدرته على ظلم المرأة ,،،،
لأن العصمة في يده ,،،،
ونسي أنه ما استحلَّ فرجها إلا بكلمة الله عز وجل ,،،



كما قال عليه الصلاة والسلام :

(اتَّقُوا الله فِي النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ الله ,،،
وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ الله ,،،
وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ ،،،
فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ ,،،
وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) ،،،


رواه مسلم





أنسيت أيها الزوج الظالم قول الله عز وجل:

{وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الأَرْضِ لاَفْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُون}؟





أنسيت أيها الزوج الظالم قول الله عز وجل:

{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الله غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَار *
مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء}؟






أنسيت أيها الزوج الظالم قول الله عز وجل:

{وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا}؟



وأنا عندما أُذكِّرك بذلك ,،،
والله ما أذكِّرك إلا من خلال حبِّي لك ,،،
وإخلاصي معك ،, ونصحي لك ,،،



لأن الله يسأل عن صحبة ساعة ,،،
وأنا صاحبك في هذه الساعة ،،،







أنسيت أيها الزوج الظالم

قولَ النبي صلى الله عليه وسلم:

(اتَّقُوا الظُّلْمَ, فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رواه مسلم؟





أنسيت أيها الزوج الظالم ،،،

قولَ النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه لما أرسله إلى اليمن:

(اتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ) رواه البخاري ومسلم؟





أيها الزوج الكريم:

تذكَّر قول سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه حيث قال:

إذا دعتك قدرتك على الناس على ظلمهم ,،،
فاذكر قدرة الله عليك ،،،
رواه البيهقي في شعب الإيمان


تصوَّرْ قول النبي صلى الله عليه وسلم:

(إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ النَّارِ حُبِسُوا)


لأنه أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة عن حقوق الله ،،،
لانها مقدمة على سائر الحقوق ،،،
وربَّما أن تكون أنت ممن عرف حق الله عز وجل فأدَّاه ،،،
لكنه سيسأل أيضاً على الصراط ،،،


عن: التوحيد,، فالصلاة ،, ثم الزكاة ،, ثم الحج ,، ثم العمرة ،, ،
وفي السابعة عن حقوق العباد ،،،


فمن جملة حقوق العباد حق الزوجة ,،،

تصور أيها الزوج العابد بعد أن ظننت بأنك نجوت ,،،


فإذا بالزوجة المظلومة ،،،
إذا لم تعفُ عنكَ ولم تسامحْكَ ،،،
بدأت تطالب بحقها ,،،
فماذا تأخذ مقابل حقها الذي هو عليك,،،



والله يقول:

{يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُون * إِلاَّ مَنْ أَتَى الله بِقَلْبٍ سَلِيم}؟


أخي


أنت وزوجتك في القنطرة السابعة ،،،
أو في المحبس السابع ,،،
وقد شتمتَها وضربتَها وأكلتَ مالها من مهر ،،،
وذهب وتركة وميراث وحليٍّ ومُرَتَّب،،,
فإذا بها تأخذ من حسناتك ,،،


وربما لا قدَّر الله تستغرق حقُوقها ،،،
وحقُوق أهلها جميع حسناتك ,،،
وإذا فنيت حسناتك لا قدَّر الله تعالى ،،،
أخذت من خطاياهم ثمَّ طرحتْ عليك ثم طُرِحْتَ في النار ،،،


فانتبه ياأخي ،،،

وراجع حساباتك قبل فوات الاوان،،،
اللهم أجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
أمين ،، أمين ،، أمين ،،